هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ثقافي اجتماعي
ابوزيد مدير عام منتدى عشاق اخر زمن باأسمي ونيابة عن اخواني اعضاء المنتدى اقدم تهنئة لكل الشعب الاردني وعلى راسهم جلالة الملك المفدى الملك عبد الله الثاني بن الحسين اطال الله بعمره وحماه لكل العرب بمناسبة عيد الاستقلال والف الف الف مبروك
عدد المساهمات : 74تاريخ التسجيل : 08/05/2009العمر : 35 الموقع : facebook.com
موضوع: يـــا « وصـفي التل » لم يــكبر الرّجــال ولـكنّ المـــواقـع صــغرت الإثنين مايو 18, 2009 2:22 pm
ا وصفي .. كبر الاردن وعمان لم تعد قرية صغيرة ولكن المراهقين السياسيين لم يكبروا بعد لكنها المواقع صغرت وصفي لم يكن قديسا ولا نبيا لكنه كان اردنيا حقيقيا كان مثل قامته عاليا جدا ، كان مثل كل الاحرار سيد قراره ...
لا زال صوت امي الفلاحة من اربد في اذني وهي تغني « شوباش عا مصر واللي فيها حبيبنا وصفي استشهد فيها » ...
وصفي كان ذا شكيمة تجعله يمضي بعيدا في افكاره مهما كلفه الثمن ،كان صاحب افكار قوية وارادة في تنفيذها، كان نظيف القلب والضمير ، سياسي خالي من الفساد والمراهقات السياسية ، « رجل دولة » و « دولة برجل » ...
كان لا يحب الطقوس الاجتماعية وجلسات الصالونات .كان يجلس كعابد متنسك في مزرعته بالكمالية لا يمارس الاعيبا للنيل من اعداءه ،او فهلوات ضد خصومه ...
نفتقدك يا « ابا مصطفى » ونفتقد شاربك الكث و « بدلة الكاكي » وجموحك في عشق الاردن، نفتقد لغتك الاردنية الاربدية التي وان اختلفت عن لغة « عرار » الا انها مليئة بالصدق والانتماء ل الاردن. وصفي ،الاكبر من حياة، كان مؤمنا بالاردن والاردنيين وهو من استطاع ان يجهر امام مراسلي الصحف : « الاردني احسن العرب » واخال ان بعض سياسي اليوم لا يستطيع ان يقول ذلك الا امام شاشة التلفزيون الاردني فقط ...
ووصفي وحده من استطاع ان ينال حب الاردنيين بلا استطلاعات مدعومة من الحكومة ، وهو من حلق باحلامه بعيدا واطلق العنان لطموحاته نحو اردن بلا فساد ، واردنيين متساويين لهم الحق بالاستمتاع برغد الحياة والامن والطمانينة ،كان غاضبا لرؤية الاردنيين ينامون كل ليلة على اصوات المدافع فكان ايلول رغما عنه وعنا وعن الفلسطينيين ...
في اذار من 1970 كتب علي ان اولد وقبل ان احتفل بعيد ميلادي الثاني كان قد تناوب على رئاسة الحكومة ستة رؤساء وعندما جاء ايلول جاء الملك بوصفي ولكم ان تتخيلوا ما كان سيكون لو لم يات وصفي ...
ذات « اردن » اتصلت مع « مريود التـلّ » : اريد الكتابة عن وصفي، اصطحبني الي بيت عرار والى الكمالية ،وقال لي: مات وصفي قبل ان يستطيع تسديد دفعات هذه المزرعة ،وعندما اخذني الى متحف عرار في اربد قال: لقد باعت بعض نساء عشيرة التل ذهبهن لنرمم منزل عرار ونحوله الى متحف ...
كم رئيس حكومة مات مديونا، وكم من وزير باعت نساء عائلته ذهبهن ،وكم اردني يحمل اسم وصفي ،وكم مرة انتج التلفزيون برنامجا عن وصفي ، وحتى الشارع الشهير في عمان الذي يحمل اسم وصفي حولوه لـــ « الغاردنز » ...
وصفي كان شجرة السرو العالية شجرة اللزاب المنتمية ، لم يكن رئيس مجلس ادارة ولم يتحول ال رئيس مجلس ادارة، كان بسيطا مثلنا، كان فقيرا مثلنا ، كان شامخا مثلنا ...
وصفي .. سامحنا لم نجد بديلا لك والرجال لم يكبروا ،والمراهين لم يبلغوا ، ولكنها فقط المواقع صغرت، انشد يا عرار ،اصرخ : « باربد والكرامه وبالصريح والمنشيه وارمي سؤالك في وجوهنا : هل سياتي يوما على الرجال يصبحون كما الرجال » واسأل : « يا أخت رم ،كيف رم ، وكيف حال بني عطيـة وكيف حال الاردن الذي دفع عزيزك وصفي حياته ثمنا لبقائه » ...
يا وصفي .. في بلادي رؤساء الحكومة لا زالوا يتبدلون كل بضعة اشهر ، والوزراء في وطني يعدون حقائب الرحيل في اليوم التالي من تعيينهم ، والصحفيون صامتين، والمثقفون مغيبين، وشعبي ضائع بين كل هؤلاء ...
يا وصفي .. كبر الاردن وعمان لم تعد قرية صغيرة ولكن المراهقين السياسيين لم يكبروا بعد لكنها المواقع صغرت ...
يا وصفي سياسيونا ادمنوا الصالونات، واعلامنا يغني فقط للاقوياء ، وتكثر السكاكين على الشاة المذبوحة ، وانتخاباتنا يربحها اهل المال ، واستطلاعاتنا مزورة ، وقرانا مليئة بالعانسات، وشبابنا مخدرون وضائعون يرنون لـــ « فيزا » تنشلهم خارج البلد ، وتذكرة سفر بلا عودة ...
وصفي .. نم بسلام ،لا تهمك استطلاعاتهم، فانت لازلت في القلب ،وهم فقط على صفحات الصحف وانهم لا محالة راحلون ويبقى الاردن و من عشقوا الاردن، بدون رصيد في البنك ، وبمزرعة يموتون قبل تسديد ثمنها ...
وصفي .. انهم ليسوا مثلك فهم على استعداد لتوقيع المعاهدات مع العدو، ومستعدون لبيع البلد لمن يدفع اكثر، ومستعدون لقمع الشعب وعهرنة الوطن والمواطنة ليحافظوا على مناصبهم، لا بل انهم مستعدون لاعطاء اموال الوطن لمن ينافق لهم ومن وراء حجاب يهاجم خصومهم، ومستعدون لرفع اسعار الخبز والوقود، ومستعدون لتغيير اسماء المهرجانات ، انهم مستعدون ان يخلعوا ملابسهم من اجل البقاء ...
« انا وما بعدي الطوفان » هو شعارهم في الحياة ، و"الغاية تبرر الوسيلة » هي مقتطفات كتاب « الاميـر » التي يقرؤونها قبل الخلود للنوم ، و « البقاء للاقوى » هو ما يعلمونه لابنائهم، اما الانتماء فهو موضة قديمة مارسها وصفي ودفع ثمنها حياته وذهب نساء عائلته ...
moon light
اسيرالعشق والغرام مشرف
عدد المساهمات : 824تاريخ التسجيل : 29/04/2009العمر : 43 الموقع : hotmail.com
موضوع: رد: يـــا « وصـفي التل » لم يــكبر الرّجــال ولـكنّ المـــواقـع صــغرت الثلاثاء مايو 19, 2009 7:46 am